2- وَ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ قَالَ وَ قَدْ سَمِعْتُ أَنَا مِنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَیْدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِیُّ وَ غَیْرُهُ رَفَعُوهُ إِلَى أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْکَرُوبِیِّینَ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا مِنَ الْخَلْقِ الْأَوَّلِ جَعَلَهُمُ اللَّهُ خَلْفَ الْعَرْشِ لَوْ قُسِمَ نُورُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَکَفَاهُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُوسَى لَمَّا سَأَلَ رَبَّهُ مَا سَأَلَ أَمَرَ وَاحِداً مِنَ الْکَرُوبِیِّینَ فَتَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَ جَعَلَهُ دَکًّا
72- عن أبی بصیر عن أبی جعفر و أبی عبد الله ع قال لما سأل موسى ربه تبارک و تعالى «قالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی- وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی» قال: فلما صعد موسى على الجبل- فتحت أبواب السماء- و أقبلت الملائکة أفواجا فی أیدیهم العمد «7» و فی رأسها النور یمرون به فوجا بعد فوج، یقولون: یا ابن عمران اثبت فقد سألت عظیما، قال: فلم یزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله، فجعل الجبل دَکًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً، فَلَمَّا أن رد الله إلیه روحه
تفسیر العیاشی، ج2، ص: 27
أَفاقَ، «قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ» «1».73- قال ابن أبی عمیر: و حدثنی عدة من أصحابنا أن النار أحاطت به حتى لا یهرب من هول «2» ما رأى [قال: و روى هذا الرجل عن بعض موالیه قال ینبغی أن ینظرها بالمصعوق ثالثا- أو یتبین قبل ذلک- لأنه ربما رد علیه روحه] «3».
74- عن أبی بصیر قال: سمعت أبا عبد الله ع یقول إن موسى بن عمران ع لما سأل ربه النظر إلیه- وعده الله أن یقعد فی موضع- ثم أمر الملائکة أن تمر علیه موکبا موکبا «4» بالبرق و الرعد و الریح و الصواعق، فکلما مر به موکب من المواکب ارتعدت فرائصه «5» فیرفع رأسه فیسأل أ فیکم ربی فیجاب هو آت و قد سألت عظیما یا ابن عمران «6».
75- عن حفص بن غیاث قال سمعت أبا عبد الله ع یقول فی قوله: «فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا- وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً» قال: ساخ الجبل فی البحر «7» فهو یهوی حتى الساعة «8».
76- و فی روایة أخرى إن النار أحاطت بموسى لئلا یهرب لهول ما رأى- و قال:
لما خَرَّ مُوسى صَعِقاً مات- فلما أن رد الله روحه أفاق فقال: سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ «9».
قَالَ سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقِیلَ لَهُ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَلْ رَأَیْتَ رَبَّکَ فَقَالَ وَ کَیْفَ أَعْبُدُ مَنْ لَمْ أَرَهُ لَمْ یَرَهُ الْعُیُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعَیَانِ وَ لَکِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِیمَانِ وَ إِذَا کَانَ الْمُؤْمِنُ یَرَى رَبَّهُ بِمُشَاهَدَةِ الْبَصَرِ فَإِنْ کَانَ مَنْ حَازَ عَلَیْهِ الْبَصَرُ وَ الرُّؤْیَةُ فَهُوَ مَخْلُوقٌ وَ لَا بُدَّ لِلْمَخْلُوقِ مِنَ الْخَالِقِ فَقَدْ جَعَلْتَهُ إِذَا مُحْدَثاً مَخْلُوقاً وَ مَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ فَقَدِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ شَرِیکاً وَیْلَهُمْ أَ وَ لَمْ یَسْمَعُوا یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ قَوْلَهُ لَنْ تَرانِی وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ
کفایة الأثر فی النص على الأئمة الإثنی عشر، ص: 262
فَسَوْفَ تَرانِی فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَ إِنَّمَا طَلَعَ مِنْ نُورِهِ عَلَى الْجَبَلِ کَضَوْءٍ یَخْرُجُ مِنْ سَمِّ الْخَیَّاطِ فَدَکْدَکَتِ الْأَرْضُ وَ صَعِقَتِ الْجِبَالُ فَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً أَیْ مَیِّتاً فَلَمَّا أَفاقَ وَ رُدَّ عَلَیْهِ رُوحُهُ قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ مِنْ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّکَ تُرَى وَ رَجَعْتُ إِلَى مَعْرِفَتِی بِکَ أَنَّ الْأَبْصَارَ لَا یُدْرِکَکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَوَّلُ الْمُقِرِّینَ بِأَنَّکَ تُرَى وَ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَمَّا جاءَ مُوسى لِمِیقاتِنا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی کَیْفَ یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ کَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ع لَا یَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى ذِکْرُهُ لَا یَجُوزُ عَلَیْهِ الرُّؤْیَةُ حَتَّى یَسْأَلَهُ هَذَا السُّؤَالَ فَقَالَ الرِّضَا ع إِنَّ کَلِیمَ اللَّهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ع عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعَزُّ أَنْ یُرَى بِالْأَبْصَارِ وَ لَکِنَّهُ لَمَّا کَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَرَّبَهُ نَجِیّاً رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ کَلَّمَهُ وَ قَرَّبَهُ وَ نَاجَاهُ فَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَکَ حَتَّى نَسْتَمِعَ کَلَامَهُ کَمَا سَمِعْتَ وَ کَانَ الْقَوْمُ سَبْعَمِائَةِ أَلْفِ رَجُلٍ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ سَبْعِینَ أَلْفاً ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ سَبْعَةَ آلَافٍ ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ سَبْعَمِائَةٍ ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقَاتِ رَبِّهِمْ فَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى طُورِ سَیْنَاءَ فَأَقَامَهُمْ فِی سَفْحِ الْجَبَلِ وَ صَعِدَ مُوسَى إِلَى الطُّورِ وَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ یُکَلِّمَهُ وَ یُسْمِعَهُمْ کَلَامَهُ فَکَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ذِکْرُهُ وَ سَمِعُوا کَلَامَهُ مِنْ فَوْقُ وَ أَسْفَلُ وَ یَمِینُ وَ شِمَالُ وَ وَرَاءُ وَ أَمَامُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحْدَثَهُ فِی الشَّجَرَةِ وَ جَعَلَهُ مُنْبَعِثاً مِنْهَا حَتَّى سَمِعُوهُ مِنْ جَمِیعِ الْوُجُوهِ فَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَکَ بِأَنَّ هَذَا الَّذِی سَمِعْنَاهُ کَلَامُ اللَّهِ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَلَمَّا قَالُوا هَذَا الْقَوْلَ الْعَظِیمَ وَ اسْتَکْبَرُوا وَ عَتَوْا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِمْ صَاعِقَةً فَأَخَذَتْهُمْ بِظُلْمِهِمْ فَمَاتُوا فَقَالَ مُوسَى یَا رَبِّ مَا أَقُولُ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَیْهِمْ وَ قَالُوا إِنَّکَ ذَهَبْتَ بِهِمْ فَقَتَلْتَهُمْ لِأَنَّکَ لَمْ تَکُنْ صَادِقاً فِیمَا ادَّعَیْتَ مِنْ مُنَاجَاةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاکَ فَأَحْیَاهُمُ اللَّهُ وَ بَعَثَهُمْ مَعَه
حَدَّثَنِی أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِی عِیسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیُّ الْعُمَرِیُّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع أَنَّهُ سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ الذَّرَّ الَّذِی یَدْخُلُ فِی کُوَّةِ الْبَیْتِ فَقَالَ إِنَّ مُوسَى ع لَمَّا قَالَ رَبِّی أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنِ اسْتَقَرَّ الْجَبَلُ لِنُورِی فَإِنَّکَ سَتَقْوَى عَلَى أَنْ تَنْظُرَ إِلَیَّ وَ إِنْ لَمْ یَسْتَقِرَّ فَلَا تُطِیقُ إِبْصَارِی لِضَعْفِکَ فَلَمَّا تَجَلَّى اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لِلْجَبَلِ تَقَطَّعَ ثَلَاثَ قِطَعٍ فَقِطْعَةٌ ارْتَفَعَتْ فِی السَّمَاءِ وَ قِطْعَةٌ غَاصَتْ تَحْتَ الْأَرْضِ وَ قِطْعَةٌ تَفَتَّتْ فَهَذَا الذَّرُّ مِنْ ذَلِکَ الْغُبَارِ غُبَارِ الْجَبَل
اقوام حس گرا:
سعدی:
چو رسی به کوه سینا "أرِنی" مگو و بگذر
که نیرزد این تمنا به جواب "لن ترانی"
حافظ:
چو رسی به طور سینا "أرِنی" بگو و بگذر
تو صدای دوست بشنو، نه جواب "لن ترانی"
مولانا:
"أرنی" کسی بگوید که تو را ندیده باشد
تو که با منی همیشه، چه "تری" چه " لن ترانی"